من منا يجد صعوبة في إيجاد المعلومة الآن، لا أحد بل الأغلب وجد ضالته بالعالم الرقمي و بمحرك البحث العم غوغل، في الأنترنت اليوم أصبح أحد أهم الوجهات للحصول على المعلومة، فقد استغنى الجميع إن لم نقل الأغلب عن استشارة الآخرين في كثير من الأمور العامة أو البسيطة وكذلك المتخصصة، فبمجرد بحث بسيط ستجد لها شرح ببوست على الفيسبوك أو مقالة ببلوجر أو ووردبريس، أو صورة أنفوجرافيك أو فيديو يوتيوب يشرح المعلومة، وكل هذا إما ليطور من تعلمه الذاتي ويصبح ضليع فيما يبحث عنه، أو لكي لا يحرج لبساطة الاستفسار، فعلا العالم الرقمي جعل العالم كقرية صغيرة.
من هنا نستنتج أن أي مشكلة واجهتها تلجأ للعالم الرقمي و تبحث عن حلها، نفترض أن عطلا أصاب هاتفك، تدخل لمحرك البحث وتكتب مشكلتك فتتحصل على نتائج من صفحات متسلسلة و تبدأ بحل عطل هاتفك بمنتدى من المنتديات، أو بوسط لمتخصص في إصلاح الهواتف له صفحة أو مجموعة بالفيسبوك، أو محل بالقرب منك يعالج نفس مشكلتك بدون تدخل منك، هنا نتسائل عن نجاعة التواجد الرقمي وما له من فوائد كتقريب العميل من النشاط الخدمي أوالتجاري.
في إحدى الأيام توجهت إلى البنك لإرسال حوالة بنكية و عند مغادرتي للبنك فإذا برجل يسألني عن “كنال ام” و أخبرني بأنه سأل عدة أشخاص ولم يعطوه العنوان الصحيح بالضبط أحدهما قال له اتجه شرقا و الآخر غربا، فقلت له أمهلني دقيقة فأخرجت هاتفي وفعلت باقة الإنترنت خاصتي و ولجت لتطبيق خرائط غوغل وأدخلت الكلمة فأعطاني التطبيق أقرب وكالة ثم الأبعد من موقعنا، فأخبرته الإتجاه الصحيح، وهكذا حلت مشكلة الرجل، إذن التواجد الرقمي الصحيح و الدقيق له فوائده الكثيرة، ويجب حسن استعماله أحسن استعمال. إذن التواجد الرقمي أصبح ضروري لأي كيان تجاري خدمي، فما هي أهم عناصر التواجد الرقمي، وفيما تتجلى؟
من أهم عناصر التواجد الرقمي: موقع إلكتروني يمثل النشاط التجاري ويعرف بالشركة و نشاطها وفريق العمل الذي يشتغل بها و الخدمات التي تقدمها، ومكان تواجدها و أوقات عملها وطريقة التواصل بها.
بتطبيق للهاتف الذكي بالنظامين المتعارف عليهما -أندرويد و أيوس- إن لم ننسى النظام الثالث الذي ننتظر كفائته من هواوي، بحيث أن تنزيل تطبيقك على الهاتف يذكر العميل بك وبعلامتك التجارية كلما فتح هاتفه وتصفحه، و كذلك بمتابعته من قبلك بتنبيهات لعرضك أو خدماتك من حين لآخر ب بالتنبيهات اللحظية، وهكذا تضمن وصولك إلى عميلك بسرعة و أريحية دون معاناة.
نشاط غوغل التجاري أي غوغل بيزنس بوضع النشاط التجاري و الخدمي على خرائط غوغل فقد حققت لتواجدك الرقمي منفعة كبيرة تتمثل في ظهور نشاطك لملايين زوار محرك البحث جوجل والحصول على عملاء و مبيعات إضافية و انتشار علامتك و التعريف بها على نطاق واسع لا حصر له.
يتبقى العامل الأهم و الرائج مواقع التواصل الإجتماعي، فهذا تواجد ضروري وأساسي لإضفاء الطابع الإنساني والتوعية بعلامتك، وفرصة لإعطاء جمهورك و متابعيك بمشاركة آرائهم و تفاعلاتهم معك على كل منشور تقوم بوضعه أو استطلاع تريد أخذ رأيهم فيه، من هنا يتبين أن مواقع التواصل الإجتماعي لها علاقة وطيدة بين النشاط التجاري الخدمي و العملاء المتابعين لحساباتك الإجتماعية، و تعزيز بصمتك الرقمية و تساعد على توسع و انتشار نشاطك بالعالم الشبكي -الأنترنت-، بهذه العناصر المهمة ما هي أفضل الخطوات التي تساعد في بناء تواجد رقمي صحيح و فعال للعلامة التجارية؟
بناء خطة لآلية التواصل الرقمي بالقيام بدراسة السوق، ووضع أهداف التواجد الرقمي بالإستطلاع على المنافسين و استنتاج أخطائهم و مكامن ضعفهم، من أجل تقديم خدماتنا بشكل متقدم منفرد و طريقة أفضل من المنافسين الاخرين، هذا من جهة و من جهة أخرى اختيار القنوات الرقمية التي تشهد إقبالا كبيرا من الجمهور لنعرض بها محتوى نشاطنا الرقمي بالتزامن مع أوقات تواجدهم و ذروة تفاعلاتهم بالقنوات، دون أن نهمل الإبداع في المحتوى المنشور من تصاميم جرافيكية جذابة واضحة ومفهومة.
تحديد الهوية البصرية للنشاط، فالعلامة التجارية تتمثل في اللوجو الذي تظهر به الشركة من رمز و خط و لون يميز ويرسخ العلامة بأذهان العملاء والمتابعين، بحيث يتم استخدامه في كل المحتوى الرقمي من موقع إلكتروني حتى صفحات وحسابات التواصل الإجتماعي وفق هوية بصرية موحدة.
تصميم موقع أو متجر إلكتروني فالموقع الإلكتروني لا يقل قيمة عن صفحات الحساب الإجتماعية، فهو الجامع الشامل لكل التواجد الرقمي من حسابات التواصل، فهو السبيل لتواصل العملاء مع العلامة عن طريق شات بوت مسنجر أو حساب الواتس اب و غيره، و يرسخ الهوية البصرية للشركة.
الإستمرارية في التواصل والتطوير في المحتوى المنشور بكل القنوات التي اعتمدناها من أجل التواجد الرقمي، حتى تبقى نابضة بالحياة، و أن من يدير الشركة أناس فعليين لهم مصداقية وجدية في التعامل، وحذاري الإنقطاع حتى لا تشعر العملاء بالريبة وكثرت التساؤلات عن توقف النشر والتفاعل.
الحملات الإعلانية المستمرة، بتصميم الموقع الإلكتروني والقنوات الإجتماعية فنحن قد بنينا حجر الأساس و اللبنة الأولى للتواجد الرقمي، يتوجب علينا الآن أن نعرف بعلامتنا التجارية الخدمية على أوسع نطاق و أن نجلب عملاء جدد و بعدد أكثر، ويتم هذا عن طريق الحملات الإعلانية لكي نصل إلى جمهور يعرفوننا أو لا يعرفوننا، فإن لم نعرف بنشاطنا لعملاء محتملين فلن يأتوا هم إلينا، لذا وجب عمل الحملات الإعلانية و الإستمرار في ذلك على حسب الخطة التسويقية المتبعة و المخطط لها.
تأتي النقطة الأخيرة و هي التسويق فهي خطوة مهمة في مرحلة التواجد الرقمي، و لكن إن لم تكن لك قيمة تنافسية قوية لا يستهان بها وتلبي طلب الجمهور وتحل إحدى مشاكله، هنا ترى تفاعلا و اهتماما قليل وبالتالي انعكاس على نتائج التقارير المالية للشركة وعدم نجاحها.
DH Jalal – CEO FunnelMarketing